د.منى كيال

أخصائيــة في التشــخيـص
المخبـري والمايكروبيولوجي

نحو صحة وشباب وحيوية لا تعرف عمراً

كيف تكون أكثر صحة في زمن الكورونا ؟

 

كيف تكون أكثر صحة في زمن الكورونا ؟

مع انفجار الموجة الثانیة أو ربما الثالثة من جائحة الكوفید- 19 في كثير من الدول واستمرار انتشار الوباء في معظم دول العالم،  أصبح الحديث عن نمط الحياة الصحي في زمن الكورونا ضرورة ملحة، خاصة وأن أسلوب العزل الإجتماعي والحجر المنزلي قد أثّر بشكل سلبي على الصحة النفسية والجسدية لملايين البشر حول العالم. 

فكيف نتعامل مع موجة جديدة للوباء قد تكون أقوى من سابقتها، خاصة وأن اللقاح الآمن الموعود ما زال في مختبرات الباحثين وكيف السبيل للوقاية من الإصابة بهذا المرض خاصة عند المجموعات الأكثر خطورة؟ 

الكوفيد19

هو المرض الذي يسببه فيروس الكورونا المستجد SARS-CoV-2.  ينتقل عن طريق الرذاذ، وذلك بشكل مباشر عن طريق المفرزات التنفسية للأشخاص المصابين أثناء السعال أو العطاس أو الكلام، أو بشكل غير مباشر عن طريق لمس السطوح الملوثة بالرذاذ مثل مقابض الأبواب وغيرها،  ثم لمس الأنف أو الفم أو العين.

الاجراءات الاحترازية لحماية المجتمع والنظام الصحي:

تبقى الإجراءات الاحترازية خاصة تعقيم اليدين والتباعد الجسدي ولبس الكمامات هي الإجراءات الأكثر جدوى لمنع انتقال الفيروس وحماية المجتمع من انتشار الوباء وكذلك لحماية العاملين في الحقل الصحي وتخفيف العبء على المرافق الصحية كي تستطيع تقديم الخدمات الطبية بشكل ملائم.

الأمراض المزمنة عامل خطورة!

إن انتشار العدوى في المجتمع يهدد عدداً كبيراً من الناس، خاصة الأشخاص ذوي عوامل الخطورة من المسنين والمرضى ناقصي المناعة والمصابين بمشاكل صحية ذات العلاقة بأسلوب الحياة الغير صحي كالبدانة ومرض السكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب ومشاكل الجهاز التنفسي خاصة عند المدخنين. لذا تقع على عاتق الأفراد والمجتمع مسؤولية العمل على الحد من انتقال العدوى.

ومن ناحية أخرى يجب العمل على دعم أسلوب الحياة والتغذية الصحي والوقاية من هذه الأمراض المزمنة المهددة للحياة باختلاطات مختلفة، بما فيها متلازمة الضائقة التنفسية الحادة  ARDS عند المرضى المصابين بفيروس الكورونا المستجد.

وبحسب مركز مكافحة الأمراض الأميركي CDC، فإن نسبة دخول المشافي عند الإصابة بالفيروس كانت أعلى ب ٦ أضعاف عند المصابين بالأمراض المزمنة المذكورة مقارنة مع الأشخاص الأصحاء، وعدد الوفيات أعلى ب ١٢ مرة، خاصة مرضى القلب والسكري وأمراض الرئة المزمنة. ومن المعروف أن عوامل الخطورة للاصابة بهذه الأمراض يمكن تعديلها من خلال اتباع نمط حياة صحي.

نصائح صحية في زمن الكورونا

  • الحد من تناول الأطعمة الغنية بالسكر الأبيض والمواد المصنعة والزيوت المهدرجة. والعمل على معالجة البدانة باتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن الضرورية لحسن عمل جهاز المناعة 
  • شرب الماء والسوائل الخالية من السكر بكميات كافية لمنع التجفاف والحفاظ على صحة الجسم وترطيب المجاري التنفسية 
  • زيادة النشاط الجسدي وممارسة الرياضة المعتدلة لما لها من تأثير إيجابي على المناعة، وعلى حسن استجابة أجهزة الجسم عند الإصابة بالالتهاب. 
  • النوم الجيد والابتعاد عن مسببات القلق والضغط النفسي التي ترفع من مستوى الكورتيزول وهو هرمون يثبط جهاز المناعة. 
  • الابتعاد عن التدخين والمدخنين (التدخين السلبي) لما له من تأثير سلبي على وظائف جهاز التنفس والدوران 

دور المكملات الغذائية 

الغذاء المتوازن الغني بالفيتامينات والمعادن ضروري لصحة الجسم وحسن عمل جهاز المناعة. ومع ذلك فإن تناول المكملات الغذائية ليس علاجاً لمرض الكوفيد- 19، لكنه يفيد في تعويض النقص في هذه العناصر الغذائية عند بعض الأشخاص خاصة المسنين الذين لا يتناولون كفايتهم من هذه المغذيات. 

دور الفيتامين D

للفيتامين D  دور محوري في الحفاظ على صحة الجسم وعمل جهاز المناعة. وقد أظهرت بعض الدراسات أن نسبة الوفيات بين المصابين بمرض الكوفيد-19  أعلى عند الأشخاص ذوي المستويات المنخفضة من فيتامين D.

المصدر الأساسي لهذا الفيتامين هو ما يصنعه الجسم عند التعرض لأشعة الشمس، ومن الأطعمة الغنية بالفيتامين D: زيت كبد الحوت والأسماك الدهنية واللحوم والبيض.

أما الجرعة اليومية المنصوح بها فتتراوح بين ٤٠٠-٨٠٠ وحدة دولية. وينصح باجراء تحليل لمستوى هذا الفيتامين في الدم وعلاج النقص بالمكملات الغذائية، مع العلم ان نقص الفيتامين D شائع بين الناس ويتسبب بمشاكل صحية عديدة.

دور الزنك 

يعتبر الزنك من المعادن الضرورية لمناعة الجسم، كما أن له تأثير مضاد للالتهاب. ويعتبر نقص الزنك نادراً في مرحلة الشباب ولكنه يصبح أكثر شيوعاً عند المسنين، مما يؤثر سلباً على عمل جهاز المناعة. ويمكن الحصول على حاجتنا من الزنك بسهولة عن طريق الغذاء.

ومن الأطعمة الغنية بالزنك الأسماك والبقوليات والبيض ومنتجات الألبان واللحوم.

فيتامين C

على الرغم من أن فيتامين C من الفيتامينات المضادة للأكسدة الضرورية لمناعة الجسم، إلا أنه لا يوجد دليل علمي على أن تناول مكملاته يمكن أن يعالج مرض الكورونا. ويمكن الحصول على حاجتنا اليومية بسهولة عن طريق تناول الخضار والفاكهة الطازجة مثل الليمون والبرتقال والفليفلة والكيوي.

التطعيم ضد الأنفلونزا 

على الرغم من أن لقاح الإنفلونزا لا يحمي من الإصابة بمرض الكورونا ، إلا أن إعطائه للأشخاص عاليي الخطورة يخفف العبء على النظام الصحي، وكما هو معروف فإن الاصابة بالأنفلونزا قد تسبب أعراض خطيرة مهددة للحياة عند بعض الأشخاص. 

ويوصى بإعطاء اللقاح خاصة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، ومرضى القلب والسكري والأمراض التنفسية المزمنة والمرضى ناقصي المناعة. كما يحذر الأطباء من أن الإصابة المزدوجة بالأنفلونزا والكوفيد ١٩، يمكن أن يسبب تفاقم الحالة الصحية.

من ضروريات هذه المرحلة وضع الصحة الوقائية على قائمة الأولويات والعمل على تبني أسلوب حياة صحي للوقاية من البدانة والأمراض المزمنة، إضافة لاتباع الإجراءات الوقائية الكفيلة بالحد من انتشار العدوى بفيروس الكورونا المستجد في المجتمع .

 

د. منى كيال  

– أخصائية المايكروبيولوجيا السريرية من جامعة كارل الرابع- براغ،  تتابع آخر مستجدات جائحة الكوفيد-19  كجزء من عملها اليومي.                         

– طبيبة وأخصائية تغذية تعمل على نشر الوعي لضرورة تبني أسلوب حياة  صحي للوقاية من الأمراض المزمنة والشيخوخة المبكرة. 

– كاتبة وباحثة في الشأن الصحي.

 

المصادر 

ضع تعليقك هنا