الألياف غذاء لجراثيمنا المفيدة
الطعام الذي نتناوله ليس غذاء لنا فقط، بل هو غذاء لملايين الجراثيم التي تعيش معنا في أمعاءنا وتشاركنا غذائنا.
يحتاج كل نوع من أنواع الجراثيم لنوعية مختلفة من الأطعمة، فالجراثيم المضرة تحتاج للسكر وتتغذى على الأطعمة المصنعة والزيوت المهدرجة، على عكس الجراثيم المفيدة التي تناسبها الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية كالخضار والحبوب الكاملة والبقول والبذور.
وكما هو معروف فالأطعمة الغنية بالألياف تقلل من نسبة حدوث أمراض السكري والقلب والروماتيزم وسرطان الكولون وغيرها، ولكن ولفترة طويلة لم يجد العلماء تفسيراً علمياً لهذه العلاقة.
أظهرت الدراسات الحديثة في مجال الميكروبيوم علاقة مباشرة بين تناول الألياف و وجود الجراثيم المفيدة بشكل كبير في الأمعاء، حيث تمتلك هذه الجراثيم أنزيمات تهضم الألياف النباتية التي لا يهضمها الانسان وتستفيد منها في نموها وتكاثرها.
فعندما نتناول كمية كافية من الألياف فاننا بذلك نسعد قلب جراثيمنا المفيدة بوجبة شهية ومغذية، مما يجعلها تنمو وتتكاثر وتطغى بعددها على الجراثيم الضارة والتي تتكاثر على الأطعمة المصنعة والملونات الغذائية والسكر والمحليات الاصطناعية.
عندما نتناول كمية كافية من الألياف في غذائنا فاننا نقدم الغذاء المثالي لجراثيمنا العزيزة والتي تكافئنا بالمقابل بحماية جسمنا من غزو الجراثيم المضرة وتحمي جهازنا المناعي وتعدل مستوى السكر والدهون في الدم وتحمي من السمنة، كما تزيد من افراز هرمون السيروتونين وتحسن المزاج وتساعد على النوم الجيد.
نصائح لتوازن الفلورا المعوية:
- زيادة تناول الألياف الغذائية وتناول الأطعمة الغنية بالجراثيم المفيدة كاللبن الرائب والأطعمة المخمرة والمخللات. والاقلال من تناول السكر الأبيض الذي يساعد على زيادة نمو الجراثيم الضارة على حساب الجراثيم المفيدة.
- عدم تناول الصادات الحيوية إلا عند الضرورة، حيث أن هذه الأدوية تقتل الجراثيم المفيدة وتسبب اضطراب التوازن الجرثومي المعوي وتؤهب لتكاثر الجراثيم الضارة المسببة لإنتانات الأمعاء، وينصح بتناول أقراص البروبيوتيك الحاوية على الجراثيم المفيدة بعد العلاج بالصادات الحيوية لتعويض النقص في الجراثيم اللبنية والبيفيدوباكتر وغيرها.
شكرا