د.منى كيال

أخصائيــة في التشــخيـص
المخبـري والمايكروبيولوجي

نحو صحة وشباب وحيوية لا تعرف عمراً

أيلول .. وبدايات جديدة

أيلول .. وبدايات جديدة

يحمل شهر أيلول في طياته نهايات وبدايات.. نودع فيه نهارات الصيف الكسولة، ونستقبل مع نسماته العليلة عودة الحياة الحقيقية.
يعلن أيلول لنا أنه حان وقت التغيير، يعلن عن بدايةٍ جديدة وتوق الى العودة لأصدقاء دراسةٍ باعدت بينهم العطلة الطويلة. هكذا كان منذ كنا أطفالاً، وما زلنا مبرمجين في هذا الوقت من العام للعودة الى مقاعد مدرسة أو ممارسة هواية  أو مشروع متروك.

بالنسبة لي هو العودة لاتمام بحث علمي بدأت به، وربما بداية حقيقية للكتابة والعودة للالتزام بممارسة الرياضة والاشتراك في نادٍ للخطابة كنت قد اشتركت به فيما مضى.
مع بداية أيلول، تعود رائحة الكتب الجديدة تملأ أنفي وتختلط مع نسمات الهواء الطري، لأعود تلك الطفلة التي تحلم بزيارة المكتبة, لتضيع بين الدفاتر والأقلام الملونة وتبحث عن حقيبة مدرسية جديدة.
أعتقد أن شهر أيلول هو اعلان من الطبيعة عن بداية سنة جديدة، وعلى عكس رأس السنة الذي يأتي مصطنعا في منتصف الأشياء، فان أيلول يعلن عن بدايات حقيقية. وكوني من مواليد أوائل أيلول فان هذه الأيام بالنسبة لي هي فعلاً بداية لسنة جديدة من عمري.

..
تعتبر طاقة  فصل الخريف مثالية للبدء بمشروع أو هواية، والعودة الى ما توقفنا عن أدائه خلال عطلة الصيف.. هو وقت مثالي للتفكير ولإعادة تقييم الأولويات والخيارات بما فيها الصحية منها.

ان أسهل طريقة لاكتساب عادة صحية هي جعلها جزء من روتين الحياة، نعتاد عليه ونقوم به بدون جهد أو تفكير، تماماً كعادة تفريش الأسنان.

وتعتبر فترة الثلاثين يوماً فترة كافية للتعود على ممارسة عادة ما.  فلنحدد كل شهر ما هي العادة ذات الأولوية، والتي يمكن لها أن تغير حياتنا نحو الأفضل ولنلتزم بها فترة كافية. وعادة  صحية واحدة في اليد أفضل من عشر عادات مكتوبة على جدول أعمالنا.

كما أن الأشياء تجذب أشباهها، والعادات الصحية عادة ما تجذب لها عادات صحية أخرى مرتبطة بها. فممارسة التمارين الرياضية مثلاً تشجع على تناول غذاء أكثر توازناً والابتعاد عن العادات الصحية الضارة.
.

أيلول يحمل معاني العودة الى تحمل المسؤولية وابتكار روتين حياة خلاق وصحي، و دائماً على المفارق تكمن فرص التغيير.
فليكن أيلول مفتاح كل خير وابتكار كل جديد، وليكن مقدمة لنجاح قادم وعودة لممارسة عاداتنا الحلوة والمفيدة.

انها فرصة تقدمها لنا الطبيعة كل سنة مرة واحدة فقط، فمن الخسارة أن نضيعها!

..
كل أيلول وأنتم بخير وصحة

منى كيال

ضع تعليقك هنا