د.منى كيال

أخصائيــة في التشــخيـص
المخبـري والمايكروبيولوجي

نحو صحة وشباب وحيوية لا تعرف عمراً

نصائح ليوم فالنتين صحي وسعيد

نصائح ليوم فالنتين صحي وسعيد 

يستعد الناس في شتى بقاع العالم للاحتفال بعيد القديس فالنتين أو عيد الحب، وبغض النظر عن رأينا في هذا العيد وأسبابه التجارية والترويجية ومشروعيته الدينية والأخلاقية خاصة في ظل المآسي التي يعيشها أغلب السوريين منذ سبع سنوات، فانها مناسبة للاحتفال بكل ما يعنيه الحب من قداسة ومعان سامية، وذلك لا يقتصر فقط على العلاقات العاطفية الرومانسية بل يشمل مختلف جوانب العلاقات بين بني البشر.

تختلف نظرة الرجال للاحتفال بهذا العيد عن النساء، فبينما يجده أغلب الرجال خاصة المتزوجين منهم سخافة واسرافاً، تجده أغلب السيدات مناسبة لاسترجاع المشاعر الجميلة وتغيير روتين الحياة الكئيب. فالمرأة تفرح بالهدية ولو كانت بسيطة وتحلم بالورد والشوكولا، ليس كقيمة مادية بل كرمز للتقدير وتجدد الحب.

العلاقات في حياتنا لها أبلغ الأثر على صحتنا الجسدية والنفسية، وليس استثناء ظهور الكثير من المشاكل الصحية على أثر فواجع العلاقات من موت وفراق وطلاق.  فالعلاقات الصحية كالغذاء الصحي ضرورة لحياة صحية متوازنة وهي من أهم سبل الوقاية من الأمراض، ونحن كبشر بحاجة الى الأغذية بأنواعها المختلفة بما فيها الغذاء العاطفي والروحي.

ولكن تبقى أهم علاقة في حياتنا هي علاقتنا بأنفسنا، وهي أطول علاقة في حياة الانسان وهي العلاقة المنسية في سلم العلاقات، فنحن لا يمكننا أن نحب ونعطي وننجح في علاقاتنا الأسرية والاجتماعية، اذا لم نكن في حالة من السلام الداخلي وحب حقيقي لذواتنا بالمعنى الايجابي لهذه الكلمة، والتي أبعد ما تكون عن معاني الأنانية والنرجسية.

ربما كانت أفضل طريقة للاحتفال بعيد الحب هي أن نحب أنفسنا ونعتني بها اعتناء الأم بطفلها، فمع مرور الوقت وكثرة المسؤوليات وضغوطات الحياة نهمل طفلنا الداخلي، الذي ما يفتأ يشاغب محاولاً معاقبتنا وتنبيهنا الى ضرورة تخفيف السرعة والالتفات الى لحظتنا التي نعيشها كي نعيشها حقاً بكل حذافيرها. فالاهتمام بأنفسنا هو خطوة حاسمة في طريق الصحة الجسدية والعاطفية والعقلية، وعندما نصبح نحن أفضل يمكننا أن نساعد الآخرين كي يكونوا أفضل.

وبهذه المناسبة فقد اتخذت قراراً هذا العام بالاحتفال بالمعاني الجميلة الراقية لهذا العيد، فلماذا لا يكون هذا اليوم يوم لنا كي نحتفل بأنفسنا وبانجازاتنا، نتصالح فيه مع ذاتنا ونغفر خطاياها وفشلها، وما المانع من حفلة فالنتين نهديها لأنفسنا؟!

 نصائح ليوم فالنتين صحي وسعيد :

 هذه السنة اجعل يوم الفالنتين فرصة كي تحتفل بكل الأشخاص الحقيقيين في حياتك، واجعلها فرصة كي تهتم أيضاً بنفسك وتدللها لأنها تستحق التكريم. واذا لم يكن لديك ما تفعله في هذه المناسبة فلا تحزن، فلربما هي فرصة ثمينة للاحتفال به مع نفسك. 

– خطط لهذا اليوم، خذ استراحة قصيرة أو اجازة من العمل، من الضروري أن تتحرر قليلاً من مسؤولياتك وجدولك المزدحم.

– خطط لبعض المرح في هذا اليوم سواء مع شريكك أو عائلتك أو أصدقائك أو ربما مع نفسك فقط.

– أحط نفسك هذا اليوم فقط بالأشخاص الودودين الايجابيين الذين يقدمون لك الدعم النفسي والروحي، وابتعد عن كل الأشخاص السلبيين و الاستفزازيين، فأن تقضي هذا المساء بمفردك خير لك من جليس السوء والنكد.

– أهدي نفسك هذا اليوم وردة، شوكولا، كتاب أو ثوب جديد، ادعو نفسك لتناول العشاء سواء في مطعم هادئ أو في البيت، ولا تنسى الشموع والروائح العطرية المهدئة، دلل نفسك فأنت أكثر من يستحق ذلك.

– اختر الأنشطة المناسبة، ربما مشاهدة عرض سينمائي أو موسيقي أو مسرحي، فالفن غذاء للروح ووسيلة لانعاش النفس المتعبة.

– اختر وجبتك المفضلة ولا مانع من بعض قطع الشوكولا، فالشوكولا الداكنة ترفع مستوى هرمون السعادة (السيروتونين) وتعتبر الشوكولا الحلوى الرسمية في هذه المناسبة.

وسواء أكنت من مناصري هذا العيد أم لا، فإنه يبقى فرصة كي نتذكر في هذه المناسبة كل ما يعنيه الحب بمعانيه المختلفة، فهو ببساطة العيد الوحيد للاحتفال بالحب والصداقة والوفاء والعلاقات الانسانية السامية.

أفلا يستحق الحب عيداً ؟ ألا نستحق نحن هذا العيد؟

    منى كيال

ضع تعليقك هنا