د.منى كيال

أخصائيــة في التشــخيـص
المخبـري والمايكروبيولوجي

نحو صحة وشباب وحيوية لا تعرف عمراً

لصحّة أفضل: بشّروا ولا تنفّروا

إذا أردت أن تُطاع فاطلب المستطاع .. إنها مقولة صالحة لكل زمان ومكان، سار على نهجها القادة من أنبياء ومفكرين و زعماء ومعلّمين .. تنطبق على ما نطلبه من الناس وما نطلبه من أنفسنا ..

وكما في تعاليم الدين السمح والدعوة الى الوسطية والاعتدال في عصر نحن أحوج ما نكون فيه الى القضاء على التطرف والمغالاة، كذلك الأمر فيما يتعلق بأمور الصحة والوقاية من الأمراض.

فكما أن التعسير وتصعيب تعاليم الدين تبعد البشر عن الله لشعورهم بالعجز وعدم القدرة على اتباعه كذلك الأمر في أمور الصحة والوقاية.

الأفضل دائما هو البساطة في كل شيء وتسهيل الأمور وعلينا اذا خيّرنا أن نختار من الأمور أيسرها فلا نغالي في تطبيق الحميات المعقدة ولا في تناول المكملات الغذائية وممارسة الرياضة المرهقة أو كثرة التردد على عيادات الأطباء ومخابر التحاليل، فخير الأمور أوسطها .. وعادة صحية بسيطة أفضل بمرات من أنظمة صارمة معقدة نبدأ بها ثم نتركها بعد حين لعدم قدرتنا على الاستمرار.

وأهمية البساطة والسهولة تتجلى عند محاولة الأم تعليم طفلها عادة جديدة فكلما كانت أسهل تطبيقا وأكثر جاذبية تعلمها الطفل بسرعة ومتعة ونحن أيضا يمكننا أن نبدأ باتباع عادات بسيطة وجذابة ونجعلها أسلوبا لحياتنا.

فالحياة الصحية والسعيدة تتجلى في الاعتدال في اتباع كل ما يفيدنا والابتعاد عن كل ما يضرنا وهي تتلخص في الأمور الأساسية التالية :

١- تناول الطعام الصحي المتوازن وشرب الماء بكمية كافية وزيادة استهلاك الخضار والفواكه في موسمها.
٢- البعد عن الكسل والقيام بنشاط رياضي والهروب الى الطبيعة كلما سنحت الفرصة.
٣- الابتعاد قدر الامكان عن التوتر النفسي والحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم.
٤- الحياة العائلية وحب الناس ومساعدة الآخرين.
٥- الالتفات الى الناحية الروحية واللجوء الى التأمل والصلاة.
٦- الاهتمام لأمور الصحة والوقاية خير من العلاج ومراجعة الطبيب عند الضرورة.

الصحة هي مسؤوليتنا الشخصية، فعندما حمل الانسان الأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال أن تحملها، تحمّل عندها هذه المسؤولية، فهو مسؤول عن عمره وجسده وعن الوقاية من الأمراض والتداوي والبحث عن العلاج عند اللزوم .

وطريق الصحة والسعادة والراحة النفسية يزداد سهولة كلما ابتعدنا عن التعقيد وعن اختلاق الأعذار، أما أن نعتبر التلوث وضغوطات العمل وعدم توفر الوقت والمال والكوارث ومآسي الحروب سببا للاستسلام و تقبل حتمية المرض والشيخوخة المبكرة فاننا بذلك نكون قد تخلينا عن المسؤولية والأمانة التي خلقنا لحملها.

منى كيال

ضع تعليقك هنا