نحن اليوم نقف على أعتاب سنة جديدة، بل وعقد جديد يحمل معه مالم يتخيله عقل إنسان من ثورة تقنية ومعلوماتية تشمل مختلف الاختصاصات بما فيها الطبية منها.
نحن نعيش في زمن بات فيه العلاج الحاسم لكثير من الأمراض بما فيها الشيخوخة المبكرة قاب قوسين أو أدنى. هناك أدوية وعلاجات في المختبرات تبطىء من شيخوخة الخلايا، بل وتعالج عوامل الزمن، والغد القريب سيحمل الكثير من الحلول لتجديد الخلايا والتخلص من الخلايا الهرمة وتغيير الميكروبيوم والمعالجة الجينية وحقن الخلايا الجذعية لتجديد الشباب وعلاج الأمراض.
يتخذ الطب اليوم اتجاهات جديدة، وأصبح ينظر لجسم الانسان ككل نظرة شاملة منطلقاً من حقيقة أن الصحة كلها تبدأ من الخلية الحية، ومعتمداً على المعرفة الجينية لفهم استعداداتنا الوراثية وضرورة اتخاذ الاجراءات الوقائية للتعامل مع جيناتنا باتباع أسلوب الحياة الصحي المناسب،مما يسهم في إطالة عمر الصحة وتحسين جودة الحياة.
وتبقى مسؤوليتنا أن نحافظ على صحتنا ونهتم بجسدنا ونقيه من عوامل السترس والأكسدة الخلوية وعواقب استعمال السكر الأبيض والزيوت المكررة والتدخين، كي نستطيع التنعم مستقبلاً بثمار الثورة الطبية المرتقبة.
اليوم وأكثر من أي يوم مضى، أصبحنا نعرف أننا نحن من نقرر بعاداتنا الغذائية وأسلوب حياتنا نوع الحياة التي نريد أن نعيشها في مستقبل أيامنا..
اليوم وكل يوم، أنت تقف على مفترق طرق، أحدها يقود نحو طريق الصحة والحفاظ على الشباب وتحقيق الطموحات في كل المجالات، أما الطريق الأخر فهو الاستسلام لفكرة ( راحت عليّ)، وأن تعيش ما تبقى من عمرك تندب حظك وتتحسر على الشباب الذي ولّى والأحلام التي لم تتحقق.
ولكن مهلاً، فما زال لديك الوقت والطاقة لتغيير حالك اليوم إلى حال أفضل، أنت المسؤول عن صحتك وعن اختياراتك.
الكثير من الناس يختارون الطريق المريح رغم الألم الذي يسببه لهم على المدى الطويل، والقليل من يختار طريق التغيير، لأن الخروج من دائرة الراحة وتغيير العادات تجربة تحمل في طياتها بعض الألم وتحتاج للجهد والمثابرة، ولكنها تقود لنتيجة مُرضية على المدى الطويل.
الخروج من دائرة العادات السيئة التي تعودنا عليها رغم صعوبته، يبقى أقل ألماً من النتائج التي يمكن أن تترتب على الاستمرار في نمط الحياة الذي يقود إلى الفشل والتعاسة والمرض.
أغلب الناس تعرف أنها بحاجة للتغيير، بحاجة لتغذية جيدة وحركة أكثر، وضغط نفسي أقل ونوم أفضل.. وأنهم عاجلاً أو آجلاً سيدفعون ضريبة استهتارهم، وبالمقابل هم يعرفون أنهم في حال التزامهم بالتغيير المطلوب سيحصلون على صحة وحيوية وسعادة و رضى.
لكن لماذا لا نقوم بالتغيير المطلوب؟
هل نحن بحاجة لمحفز ومشجع، أم سبب للالتزام، أم لمحيط اجتماعي مشجع من العائلة والأصدقاء لنبدأ بالتغيير المنشود؟
إذا لم تكن لديك الرغبة أنت، فلن تفيدك أطنان من المحفزات والظروف المواتية.. إذا كنت تبحث عن سبب للتغيير، فعليك أن تبحث عنه بنفسك، لا يستطيع أحد أن يضع فيك الرغبة في التغيير..
اذا كنت تؤجل البدء حتى تنتهي من مشروعك، أو حتى ينال ابنك الثانوية العامة أو حتى تحصل على ترفيعة من العمل أو ..، فاعلم أنك تؤجل التغيير إلى ما لانهاية ..
إذا كنت فعلاً تريد التغيير، ابدأ اليوم قبل فوات الأوان!
ليس عليك أن تنتظر ليلة رأس السنة .. وليس المهم أن تبدأ في اليوم الأول للسنة ..
بل كل يوم هو فرصة لاعادتنا إلى الطريق الصحيح، وكل يوم جديد هو فرصة أعطتنا إياها الحياة كي نعيشها حقاً وليس كي نتعايش معها، ونقف منها موقف المتفرج.
كل سنة وأنتم أسعد وأجمل وأفضل صحة…
كل يوم وأنتم تختارون حياة النماء والوفرة والتقدم..
كل عام وأنتم بخير..
منى
www.doctormuna.com | designed by: Hammam Yousef :: Copyright © 2017 - 2020
Great content! Super high-quality! Keep it up! 🙂
Awesome post! Keep up the great work! 🙂
كل عام وانتي بخير وصحه وسلامه 🌹
وأنتم بألف خير وصحة