أهم مضاد للأكسدة في الجسم هو الغلوتاتيون بشكله المرجع (GSH) و يعتبر الغلوتاتيون القائد لكل مضادات الأكسدة الأخرى، اضافة الى دوره في تنظيم حموضة الدم و الحفاظ على سلامة كريات الدم الحمراء.
إن توفر كمية مناسبة من الغلوتاتيون في الخلايا ضروري جدا لمنع الأكسدة الخلوية ولازالة السموم من الجسم وتجديد الخلايا. ومع التقدم بالعمر يميل مستواه الى التناقص خاصة في وجود التوتر النفسي المزمن واتباع نظام غذائي غير متوازن ونقص الحركة.
تشير البحوث في مجال مكافحة الشيخوخة الى دور الغلوتاتيون المحوري في تأخير شيخوخة الخلايا لدرجة يعتقد أن معدل الغلوتاتيون الجيد في الخلايا يمكن أن يكون مؤشراً للتنبؤ بطول العمر والصحة الجيدة.
يعتبر الغلوتاتيون الذي يصنعه الجسم هو المصدر الرئيسي له، فالجسم لا يمتص الا جزء من الغلوتاتيون المتناول عن طريق الغذاء أو عن طريق المكملات الغذائية. فالعامل المهم هنا هو مقدار الغلوتاتيون الذي يستطيع الجسم تصنيعه في الخلايا على عكس مضادات الأكسدة الأخرى التي نحصل عليها من مصادر خارجية كالفيتامين C والفيتامين E والكوانزيم Q10.
يحتوي الغلوتاتيون على الكبريت والذي يعمل كمغناطيس يجذب اليه الجذور الحرة الضارّة لطرحها خارج الجسم. فكلما كثرت عدد جزيئات الغلوتاتيون كلما تخلصت الخلية من عدد أكبر من الجذور الحرة التي تخرب الخلايا و كذلك تخليص الخلايا من السموم والمعادن الثقيلة كالرصاص و الزئبق.
ان نسبة كبيرة من الغلوتاتيون تنتج عن استقلاب الهوموسيستئين وكذلك يحتاج انتاجه الى عملية اعادة المتيلة (Remethylation)، ولكي تتم كل هذه العمليات الحيوية في الجسم لا بد من وجود الفولات وفيتامين B6 وفيتامين B12.
إن عدم قدرة الهوموسيستئين على التحول الى السيستئين الضروري لتركيب الغلوتاتيون يسبب نقص في انتاج الغلوتاتيون ومن ناحية أخرى تراكم الهوموسيستئين في الخلايا وارتفاع تركيزه في الدم.
هناك دراسة مهمة أجريت في مستشفى بريجهام في بوسطن التابع لجامعة هارفرد أثبتت العلاقة بين معدل الهوموسيستئين والغلوتاتيون والخلل في بطانة الشرايين، فكلما ارتفع معدل الهوموسيستئين انخفض انتاج الغلوتاتيون و بالتالي ازدادت نسبة حدوث تصلب الشرايين.
يوجد اختبار لمستوى الغلوتاتيون في الدم تجريه بعض المخابر المتخصصة ومازال استخدام هذا التحليل بشكل روتيني في الممارسة الطبية يصطدم ببعض المعوقات، لذا تبقى الطريقة العملية و الأسهل للتنبؤ بحالة الغلوتاتيون في الجسم هي قياس معدل الهوموسيستئين الذي يعكس ارتفاعه في الدم نقص الغلوتاتيون في الخلايا.
١- تحريض انتاجه في الخلايا والحصول على كمية كافية من الفولات وفيتامين B6 وفيتامين B12، اضافة الى فيتامين B2 والزنك.
٢- الحصول على كميات مناسبة من السيلينيوم الموجود بكثرة في المأكولات البحرية والمكسرات والحبوب الكاملة.
٣- تناول الأطعمة الغنية بالغلوتاتيون خاصة الثوم والبصل والزنجبيل والسبانخ والبقدونس والبندورة والاوفوكادو، مع العلم أنه يفقد قيمته الغذائية بالطبخ. و بما أن البقدونس يؤكل نيئا فربما يعد طبق التبولة وجبة رائعة للحصول على مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن والدهون المفيدة والألياف الضرورية للجسم.
www.doctormuna.com | designed by: Hammam Yousef :: Copyright © 2017 - 2020