الهوموسيستئين المرتفع هو مؤشر حيوي هام لخلل على مستوى الخلايا ويمكن أن يتسبب عنه أمراض ومضاعفات خطيرة، كما أنه عامل خطورة لحدوث أمراض القلب والشرايين لا يقل أهمية عن عوامل الخطورة الأخرى المعروفة مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم والكولسترول والسكري والبدانة ونقص الحركة. ويمكن قياسه باجراء تحليل بسيط للدم ويعالج ارتفاعه بجرعات معينة من الفيتامينات. فما هو الهوموسيستئين؟
هو حمض أميني ينتج عن استقلاب حمض أميني أساسي هو المثيونين (Methionine) الذي نحصل عليه من بروتينات الغذاء ويمكن أن ينجم ارتفاع الهوموسيستين عن:
١- طفرة وراثية (Mutation) في إنزيم MTHFR وهي طفرة شائعة جدا وتسبب عدم القدرة على تحويل حمض الفوليك بالجسم الى شكل فعال.
٢-أو عن نقص الوارد الغذائي من الفولات وفيتامين B6 وفيتامين B12، وهذه الفيتامينات هي عبارة عن عوامل مساعدة للأنزيمات التي تقوم بتحويل الهوموسيستئين إلى سيستئين أو اعادة تدويره إلى ميثيونين. وإن عدم الحصول على كمية كافية من هذه الفيتامينات يسبب عدم قدرة الهوموسيستئين على التحول وبالتالي تراكمه في الخلايا وارتفاع تركيزه في الدم.
٣- أما السبب الأكثر ندرة فهو مرض وراثي يدعى بيلة الهوموسيستين ويعاني الأطفال المصابون به من تخلف عقلي خفيف ومشاكل في العين وحدوث تصلب الشرايين في عمر مبكر حيث قد يتجاوز معدل الهوموسيستئين عند هؤلاء المواليد 200 ميكروغرام بالليتر ويموتون غالباََ بعمر مبكر نتيجة جلطات قلبية أو دماغية.
وقد تزايد الاهتمام في السنوات الأخيرة بالارتفاع المعتدل للهوموسستئين وعلاقته بزيادة احتمال حدوث أمراض الشرايين وزيادة قابلية تخثر الدم، خاصة أن نسبة ٢٠-٣٠ بالمئة من جلطات القلب تحدث عند مرضى مع مستويات كولسترول طبيعية، اضافة الى كون الهوموسيستئين مادة ضارة للخلايا يؤدي تراكمها الى اضطرابات استقلابية لها آثار سلبية على الجهاز العصبي والمناعي وتشكل الأجنة وتركيب الـ DNA.
فالهوموسيستئين هو مادة تنتجها الخلايا بشكل مؤقت ويجب التخلص منها وتحويلها الى مركبات أخرى مهمة جداََ للجسم ومنها مضادات الأكسدة خاصة الغلوتاتيون وإلا تراكم كمادة سامة وتسبّب بالأذية الخلوية و زيادة تشكيل الجذور الحرة الضارة.
وقد أشارت العديد من الدراسات أن ارتفاع مستوى الهوموسيستئين مرتبط بحدوث تصلب الشرايين والجلطات القلبية والدماغية والشيخوخة المبكرة اضافة الى تأثيره السام على الخلايا العصبية ودوره في حدوث خرف الشيخوخة( الزهايمر) والاكتئاب إضافة إلى مشاكل الحمل والاجهاض والتشوهات الخلقية في الأنبوب العصبي، لذا يستطب اعطاء الفولات للحوامل للوقاية من هذه التشوهات.
يزداد الهوموسيستئين مع التقدم في العمر فهو يسرع عملية الأكسدة في الخلايا ويسبب زيادة في نسبة حدوث التغيرات التنكسية في جدران الأوعية الدموية والمفاصل والجهاز العصبي.
فيما مضى كانت تعتبر القيم العليا الطبيعية ١٢-١٥ ميكرومول بالليتر ولكن بينت الأبحاث أن عوامل الخطورة تبدأ بالتزايد بدءا من تركيز ٩ ميكرومول بالليتر.
يقاس معدل الهوموسيسئين بالدم على الريق وتزداد القيم مع العمر وهي أعلى عند الذكور مقارنة بالإناث.
ـ أقل من 6.5 : معدل هوموسيستئين مثالي يعكس الحالة الصحية المثالية في سن الشباب.
ـ بين 6.5-9 : معدل هوموسيسئين طبيعي – عامل خطورة منخفض.
ـ بين 9-12 : عامل خطورة متوسط.
ـ بين 12-15 : عامل خطورة مرتفع.
ـ أكثر من 15 : ارتفاع هوموسيستئين مرضي.
يمكن تحسين مستوى الهوموسيستين في الدم باتباع نظام غذائي متوازن والحصول على كمية كافية من حمض الفوليك وفيتامين B6 و B12 و يمكن تخفيض المستويات المرتفعة بشكل فعال عن طريق تناول مكملات غذائية من حمض الفوليك و يفضل بشكله الفعال( ميتيل فولات) اضافة الى فيتامين B6 و B12.
www.doctormuna.com | designed by: Hammam Yousef :: Copyright © 2017 - 2020