الاكتئاب ومضادات الاكتئاب الطبيعية

كيف السبيل الى التغلب على عدو يتسلل خفية الى حياتك كي يعيث فيها خراباً وفوضى ويتركك هشاً ضعيفاً غير قادر على مواجهته.

إنه الاكتئاب الذي يبدأ خلسة باضطراب في المزاج لا يمكن تمييزه عن التقلبات المزاجية الطبيعية التي تنتابنا بين حين و آخر لينتهي بنا الى دوامة اليأس و الضياع.

الاكتئاب مرض فظيع يتسبب في ضياع الطاقة والتركيز وحب الحياة  ويفقد الانسان القدرة على النوم والعمل  والحب  والتواصل الانساني الطبيعي.

من خلال عملي في مجال الاستشارات الصحية والمخبرية، مر عليّ الكثير من المرضى المصابين بدرجات مختلفة من سوء المزاج والاكتئاب. و دائما ما أتعامل بحذر شديد مع هؤلاء المرضى مدركة أن دوري ينحصر في التوعية والارشاد والمساعدة في اختيار مجموعة الفيتامينات المناسبة وتغيير أسلوب الحياة والتغذية مع التأكيد على ضرورة التقيد بتعليمات الطبيب المعالج، حيث أن أي تغيير في المعالجة يجب أن يتم بموافقة الطبيب النفسي.

ان الانقطاع عن تناول مضادات الاكتئاب بشكل غير مدروس وبدون مراقبة طبية يمكن أن يكون خطيرا جدا، حيث أن تناول هذه الأدوية يسبب التعود والادمان و بالتالي فان الانقطاع عنها عدا عن كونه يؤدي الى سوء الحالة المرضية، ينجم عنه أيضا أعراض الحرمان مشابهة لأعراض التوقف المفاجئ عن تناول الكحول والمخدرات عند المدمنين.

وبطريقة موازية ومساعدة لدور الطب النفسي يستفيد أغلب المرضى من تغيير نمط الحياة  والتغذية وممارسة الرياضة والابتعاد عن ضغوطات الحياة  وتحسين نوعية النوم، اضافة الى أهمية الحفاظ على معدل طبيعي للهوموسيستين في الدم.

و غالبا ما تكفي هذه الاجراءات في التغلب على الأنواع الخفيفة الحديثة من الاكتئاب، بينما في الحالات الشديدة أو المزمنة  فالعلاج معقد و يتطلب المزاوجة بين العلاج  الطبيعي والعلاج الطبي التقليدي.

أسباب الاكتئاب : 

١-  ضغوطات الحياة و الصدمات العاطفية و فقد عزيز.  ٢- سوء التغذية  ٣- العامل الوراثي ٤- الاضطرابات الهرمونية  ٥-  ارتفاع مستوى الهوموسيستين في الدم الذي يسبب انخفاض في مستوى الناقلات العصبية. ٦- بعض الحالات المرضية : كالسكري و اضطراب وظائف الغدة الدرقية وأمراض القلب و كذلك انقطاع التنفس أثناء النوم و الشخير.

إن أي عامل من هذه العوامل يمكن أن يسبب تغييرات في كيمياء الناقلات العصبية التي تؤثر على الدماغ وتسبب بالتالي أعراض الاكتئاب.

لمضادات الاكتئاب آثار جانبية مختلفة، كما أنها أحيانا لا تكون مجدية ويضطر الطبيب الى اعطاء عقارات مختلفة بطريقة تجريبية.

طرق للتغلب على الاكتئاب :

١- الحصول على كميات كافية من  فيتامين ب ١٢ والفولات والمغنزيوم.

٢- تناول كمية كافية من الدهون المفيدة وخاصة  أوميغا ٣، حيث أن ٦٠ بالمئة من كتلة الدماغ الجافة (بعد نزع الماء) يتكون من الدهون.

٣- دور هام للتعرض الكافي لأشعة الشمس  أو النور الصناعي خاصة عند مرضى الاكتئاب الموسمي.

٤- خفض مستويات الهوموسيستين المرتفع في الدم.

٥- ممارسة تقنيات الاسترخاء والبعد عن التوتر والحصول على مقدار كافي من النوم الجيد.

٦- القيام بنشاط رياضي خاصة في الهواء الطلق.

٧- الحصول على الدعم الاجتماعي في محيط العائلة والأصدقاء .

هذه  الاجراءات الوقائية التي ذكرتها مهمة  للوقاية من الاكتئاب وعلاج حالات الاكتئاب الخفيف كما أنها  مساعدة للعلاج الطبي في حالات الاكتئاب السريرية المشخصة.