عجائب الغذاء – الزيتون دهن وغذاء ودواء
في رحلة بحثهم عن الحبة السحرية التي تعالج كل أمراض العصر، اكتشف العلماء كبسولة تحتوي على دهون مفيدة جداً خافضة للوزن والضغط والكولسترول الضار، وعلى مزيج نادر من مضادات الأكسدة خاصة البوليفينول، تقي من السرطانات وأمراض القلب والأمراض المزمنة ، كما تحتوي على مضادات التهاب وبروبيوتيك، اضافة الى كمية جيدة من الألياف والفيتامينات والمعادن.
انها ليست دعاية لمنتج تجاري أو عقار سحري باهظ التكلفة، إنها ثمرة شجرة مباركة، دهن وصبغ وغذاء ومنافع كثيرة، فلا عجب أن كانت شجرة الزيتون رمزاً مقدساً وسبباً لصحة وطول عمر شعوب البحر المتوسط.
واضافة الى منافع الدهون المفيدة للزيت المستخرج من الزيتون، فان ثمرة الزيتون بحد ذاتها تعتبر غذاء صحياً لاحتوائها على كميات كبيرة من البوليفينول والبروبيوتيك والألياف ومكونات أخرى.
في تجربة سريرية قامت بها مجموعة من جامعة باليرمو الايطالية في صقلية، أجريت على مجموعة من المرضى تناولوا ١٢ حبة من الزيتون الصقلي بشكل يومي لمدة ثلاثين يوماً، وقامت بمقارنة نتائج التحاليل المخبرية عند هؤلاء المرضى قبل وبعد التجربة. نتائج الدراسة كانت مشجعة جداً، حيث أظهرت نتائج التحاليل المخبرية نقص في مؤشرات الأكسدة الخلوية خاصة مستوى Malondialdehyde، وأيضاً نقص في مؤشرات الالتهاب خاصة معدل الانترلوكين6، مما يؤكد على دور المركبات الفينولية في الزيتون للوقاية من التخرب التأكسدي والالتهاب المسببان لتلف جدران الشرايين والشيخوخة المبكرة.
فوائد الزيتون الصحية:
١- صديق للقلب
يعتبر الزيتون سناك صحي صديق للقلب، ورغم أن معظم تركيب ثمرة الزيتون من الدهون الا أنها دهون مفيدة ، فهي تحتوي على حمض الأوليك Oleic Acid بنسبة كبيرة، وهو من الاحماض الدهنية وحيدة الاشباع التي تنقص معدل الكولسترول الضار LDL، اضافة الى احتوائه على البوليفينول المضاد للأكسدة والذي يمنع التهاب بطانة الشرايين وتراكم الكولسترول فيها، كما تساعد على خفض ضغط الدم، وبالتالي لها فوائد جمة على القلب والشرايين والدماغ وأيضاً على محيط الخصر. وهذا يفسر انخفاض معدلات وفيات أمراض شرايين القلب في الدول الأوروبية المتوسطية مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى.
٢- مضاد للسمنة
ينقص الزيتون من كتلة الدهون في الجسم ويزيد من كتلة العضلات ويحسن من صحة الأمعاء لاحتوائه على الجراثيم اللبنية، اضافة الى دوره في السيطرة على الشهية وتقليل الشعور بالجوع، فالأحماض الدهنية الاحادية التي يحتويها الزيتون تعتبر بطيئة الهضم وتساعد على حرق الدهون في الجسم.
٣- صحة الأمعاء
يخمر الزيتون بحفظه في ماء الملح، وهو بروبيوتيك غني بالجراثيم المفيدة للأمعاء، وكما هو معروف أهمية هذه الجراثيم للمحافظة على توازن الفلورا المعوية والذي له تأثير كبير على صحتنا الجسدية والنفسية.
ويجدر بالذكر أن زيتون المائدة يحتوي أحياناً على كمية كبيرة من الملح، وقد يكون من الأفضل لبعض الأشخاص غسله ونقعه في الماء العذب لفترة قبل تناوله.
٤- مضاد للسرطان 
يحتوي الزيتون على مزيج من مضادات الأكسدة التي تقلل من التخرب التأكسدي للخلايا خاصة البوليفينول والفيتامين E والفيتامين A، والتي لها خواص مضادة لتراكم الجذور الحرة المؤكسدة المسببة للسرطان.
٥- الوقاية من ترقق العظام
يعتقد أن الحمية المتوسطية الغنية بالزيتون تساعد كبار السن على الوقاية من ترقق العظام. وقد أظهرت الدراسات الحديثة على حيوانات التجربة أن الأوليوروبين والبوليفينول في الزيتون تساعد في منع فقدان الكتلة العظمية مع التقدم في العمر وتعزيز إنتاج خلايا عظمية جديدة، ومازالت الأبحاث في بداياتها وينتظر تأكيد نتائجها عند البشر.
٦- الصحة النفسية والعصبية
ثبت علمياً دور حمض الأوليك والبوليفينول والفيتامين E في تقليل عملية الاكسدة في خلايا الدماغ وتحسين الذاكرة ومكافحة مرض الزهايمر.
٧- محاربة الشيخوخة والتجاعيد
للزيتون دور هام في مكافحة الشيخوخة والتجاعيد لاحتوائه على حمض الأوليك وبوجود مضادات الاكسدة القوية أيضا مثل فيتامين E، اضافة الى دور زيت الزيتون في العناية بالبشرة، فقد استخدم منذ القدم في صناعة مستحضرات التجميل وزيوت العناية بالبشرة والصابون.
..
والخلاصة فإن الزيتون غذاء غني جداً، ويحتل مكاناً مميزاً بين الأغذية الخارقة (Superfoods) لصفاته الفريدة ولاحتوائه على تركيبة نادرة من العناصر الثمينة، وينصح بتناوله بشكل يومي لما له من فوائد جمة على صحة القلب والأعصاب والبشرة.