النوم سر من أسرار الحياة والصحة، ويكفي أن تقضي ليلة بلا نوم لتدرك أهمية النوم للجهاز العصبي والحصول على الحيوية والراحة.
تعد الغدة الصنوبرية والتي تقع في الدماغ الساعة البيولوجية للجسم. تفرز هذه الغدة هرمون الميلاتونين ليلاً وتتوقف عن انتاجه نهاراً، ويعمل الميلاتونين على تنظيم دوره النوم الطبيعية ويسبب نقصه الأرق واضطرابات النوم. انه الميلاتونين هرمون الظلام أو النوم، أو كما يحلو للبعض تسميته بهرمون الشباب، ويفرز بعد أن يحول الدماغ التريبتوفان إلى سيروتونين ومن بعدها إلى ميلاتونين.
أظهرت الدراسات الحديثة أن دور الميلاتونين المضاد للشيخوخة لا يقتصر فقط على تنظيم دورة النوم وحصولنا على كفايتنا من النوم الجيد، بل أن له أيضاً دور في مكافحة الالتهاب المزمن في الأنسجة مع التقدم في العمر، كما أن له دور مضاد للأكسدة وبالتالي الوقاية من الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها خاصة أمراض القلب والشرايين.
كما يحث الميلاتونين على افراز هرمون النمو، الذي وكما هو معروف يساعد على تجديد الخلايا والأنسجة وزيادة الكتلة العضلية، كما أنه يسرع من عملية الاستقلاب وحرق الدهون في الجسم. ويعتقد أن للميلاتونين دوراً في تخفيف أعراض سن اليأس وتهيج المثانة وتضخم البروستات والوقاية من مرض ألزهايمر.
يبدأ افراز الميلاتونين بالتناقص التدريجي مع التقدم في العمر وبشكل ملحوظ اعتبارا من سن الأربعين، وذلك يفسر قلة ساعات النوم مع التقدم في السن.
يمكن بواسطة اعطاء جرعات معينة من الميلاتونين معالجة حالات الأرق خاصة عند المصابين بالعمى أو اضطرابات دورة النوم عند العاملين في المناوبات الليلية أو نتيجة الرحلات الجوية الطويلة خاصة عند مضيفات الطيران. كما ثبتت فائدته لمعالجة الأرق المزمن عند المسنين الذين يمتلكون مستويات متدنية من هذا الهرمون. وتعد أقراص الميلاتونين بديلا آمناً للأدوية المنومة، ويتراوح عيارها بين ٠،٥مغ وحتى ٥ مغ.
توصي المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم (NSF) بالبدء باستخدام جرعات صغيرة للغاية والتي كثيراً ما تكفي، وزيادتها بالتدريج حتى الوصول الى الجرعة المناسبة والتي لا يجوز أن تتجاوز ال ٥ مغ يومياً. وتعد الجرعات المنخفضة من الميلاتونين آمنة في حال استعمالها لمدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر.
ان توقيت تناول مكملات الميلاتونين هام جداً، ويكون اعطاءها فعالاً إذا أخذت في ساعات المساء قبل النوم بساعتين، وتفقد فائدتها إذا تم تناولها في أوقات متأخرة من الليل.
ورغم أن الميلاتونين يباع في قسم المكملات الغذائية بدون وصفة طبية، الا أن استعماله لا يخلو من بعض الآثار الجانبية، اضافة الى تداخلاته الدوائية مع العديد من الأدوية خاصة مضادات الاكتئاب، كما لا يجوز استخدامه عند الحوامل والرضع، لذا يفضل استشارة الطبيب قبل استعماله.
وتجدر الاشارة الى أن الميلاتونين يفيد في علاج الأرق عند بعض الأشخاص ولا يفيد عند البعض الآخر، ولا زالت الأبحاث جارية لدراسة تأثير استعمال عقاقير الميلاتونين والتحقق من آثارها الجانبية على المدى الطويل.
تبقى كمية الميلاتونين التي يصنعها الجسم هي المصدر الأساسي والأهم، وهنا لا بد من التأكيد على أهمية النوم في أوقات محددة والابتعاد عن الانارة القوية والأجهزة الالكترونية قبل النوم، والنوم في غرفة مظلمة معتدلة الحرارة وفي ظروف صحية ومريحة للحفاظ على معدل مناسب من الميلاتونين طوال الليل.
وجدير بالذكر أن الكافيين والكحول والتدخين والسترس يقلل من افرازه، كما يزيد من افرازه الأطعمة الغنية بالتريبتوفان كالمكسرات والبذور والموز ومنتجات الألبان واللحوم والبقول والبيض.
..
ورغم أنه لا يوجد حتى الآن دليل على التأثير المباشر للميلاتونين في اطالة أمد الحياة عند المسنين، الا أن تأثيراته الهرمونية والمضادة للأكسدة والالتهاب تفيد في الوقاية من الشيخوخة المبكرة والأمراض المرتبطة بها، ولايخفى ما للنوم الجيد من تأثيرات ايجابية على الروح والجسد.
www.doctormuna.com | designed by: Hammam Yousef :: Copyright © 2017 - 2020
مرحبا دكتورة منى
سؤالي هو هل كل انواع مضادات الاكتئاب يجب ان لا تؤخذ مع الميلاتونين متل البروزاك مثلا يجب ايقافه قبل فترة من بدء استخدام الميلاتونين؟؟
شكراً
أهلا بك عزيزتي بعد زمان، وآسفة على التأخير فأنا في اجازة.. بالنسبة لأدوية الاكتئاب المختلفة، فهذا ليس مجال اختصاصي ويفضل استشارة الطبيب الاخصائي.