د.منى كيال

أخصائيــة في التشــخيـص
المخبـري والمايكروبيولوجي

نحو صحة وشباب وحيوية لا تعرف عمراً

ما يجب أن تعرفه عن حمية الكيتو

 
 
إن الأنظمة الغذائية المعتمدة على انقاص استهلاك الكربوهيدرات البسيطة خاصة السكر والطحين الأبيض تساعد على انقاص الوزن وضبط سكر الدم، وذلك بسبب خفض افراز هرمون الأنسولين المخزن للدهون، والذي يسبب ارتفاعه حالة تدعى المقاومة للأنسولين وهي السبب في الكثير من المشاكل الصحية كالمتلازمة الاستقلابية والسكري من النمط الثاني وارتفاع الضغط والشحوم، اضافة إلى البدانة الحشوية والكبد الدهني.
إن الامتناع عن تناول السكر الأبيض وغيره من السكاكر البسيطة يمكن يقي ويعالج الكثير من المشاكل الصحية خاصة أمراض القلب والسكري من النمط الثاني، ومع ذلك  فإنه ليس من الضروري الامتناع عن تناول الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في أنواع الحبوب الكاملة والبقول والفاكهة والخضار، والتي تعطي الجسم حاجته من الفيتامينات والمعادن والألياف.
هناك أنواع متعددة من الأنظمة الغذائية التي تعالج ارتفاع الأنسولين، منها الحمية منخفضة الكربوهيدرات التي يسمح فيها بتناول ٣٠-٤٠ بالمئة من الكربوهيدرات المعقدة، وحمية اتكينز التي تعتمد على تناول حمية غنية بالبروتين، اضافة إلى حمية الكيتو الرائجة في هذه الأيام والتي تعتمد على حمية غنية جداً بالشحوم وفقيرة جداً بالكربوهيدرات.
.

حمية الكيتو

تسمح حمية الكيتو بتناول الخضار الخالية من الكربوهيدرات وبعض أنواع الفاكهة الفقيرة بالسكر كالتوت البري والأفوكادو، مع تناول كميات معتدلة من البروتينات الحيوانية وكميات لا محدودة من الدهون.
 
يعتمد الجسم  في الحالة الطبيعية على الغلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة، يحصل عليها من المواد الكربوهيدراتية الموجودة في الحبوب والبطاطا والبقول والفاكهة وأيضاً الخضار. أما  حمية الكيتو فهي تعتمد على مصدر آخر للطاقة وهو الدهون، والتي يسمح بتناولها بنسبة عالية تشكل ٧٠ بالمئة من مجموع السعرات الحرارية المتناولة. بينما نسبة الكربوهيدرات التي يسمح بتناولها تتراوح بين ٥ و١٠ بالمئة فقط، مما يدخل الجسم في حالة كيماوية تدعى التخلون (Ketoses)، حيث يفرز الجسم كمية كبيرة من الأجسام الخلونية.
 
أثبتت هذه الحمية نتائج فعالة في انقاص الوزن السريع، حيث أن عدم تناول الكربوهيدرات نهائياً يجعل الجسم يبحث عن مصدر آخر للطاقة فيبدأ في استقلاب الدهون والحموض الأمينية لينتج نوعاً آخر من الطاقة،  وينتج عن هذه العملية تشكل الأجسام الكيتونية والتي تتميز برائحة الخلون المميزة النفاذة وهي حالة مشابهة لحالة الجسم في حالات الصيام الطويل أو المجاعات. كما أن جزءاً من الوزن المفقود خلال الأيام الأولى يكون سببه فقد الماء من الجسم، ويتبعه فترة من ثبات الوزن، مع العودة إلى اكتساب الوزن المفقود بعد العودة للنظام الغذائي السابق.
 
 .
حمية الكيتو هي حمية فعالة لانقاص الوزن على المدى القصير ومتوسط المدى، ولكنها لا تناسب الجميع خاصة الأكبر سناً وكذلك الذي يشكون من مشاكل المرارة والبنكرياس وارتفاع الكولسترول الضار، ويجب اتباعها تحت اشراف طبي مكثف. 
من وجهة نظري هي حمية فعالة لانقاص الوزن، خاصة  لمعالجة السمنة المرضية والتي تعد المسبب المباشر لأمراض قاتلة، ولكنها يجب أن تتم تحت اشراف طبي مكثف، خاصة وأن الحالة الكيتوزية ليست حالة طبيعية للجسم، ويمكن أن تؤثر على كل أعضاء الجسم. كما من الضروري الانتباه لموضوع نقص الفيتامينات والمعادن والسوائل والألياف المرافق. ويجب أن يعقب هذه الحمية حمية أقل تشدداً تسمح بتناول المزيد من الخضار والبقول كمصادر للكربوهيدرات والفيتامينات. أما النتائج الصحية لهذه الحمية على المدى الطويل فمن المبكر التحدث عنها، كونها  حديثة العهد نسبياً.
 
هذه الحمية تناسب الشباب أكثر من الأشخاص الأكبر سناً، خاصة في حال وجود  ارتفاع بالكولسترول الضار وحمض البول في الدم، أو وجود مشاكل قلبية وكلوية، أو مشاكل البنكرياس والمرارة ونقص القدرة على استقلاب الشحوم.  كما ان الالتزام بحمية الكيتو يتطلب تناول الكثير من المكملات الغذائية من فيتامينات ومعادن وألياف وأنزيمات هاضمة وغيرها كونها تفتقر للكثير من العناصر الغذائية الضرورية للجسم. وبرأيي  الشخصي فإن مثل هذه الحمية الفقيرة بالمغذيات لا يمكن أن تكون نظاماً غذائياً متكاملاً لفترة طويلة.
 

الآثار الجانبية لحمية الكيتو

لهذه الحمية بعض الأعراض الجانبية المزعجة خاصة الامساك والشعور بالتعب والصداع والتعب، اضافة للغثيان و رائحة النفس الكريهة الناجمة عن الأجسام الخلونية. كما أنها ليس آمنة  لمرضى القلب خاصة بسبب غناها بالدهون المشبعة، وغير مناسبة للأشخاص بعد استئصال المرارة نتيجة نقص الخمائر المسؤولة عن استقلاب الشحوم.
من جهة أخرى فإن الامتناع عن تناول الخضار والحبوب والبقول والفاكهة لمدة طويلة يعرض الجسم لمخاطر نقص كمية الألياف المتناولة خاصة على جهاز الهضم والجراثيم المعوية المفيدة، اضافة إلى النقص في الكثير من العناصر الغذائية المهمة كالمغنريوم والبوتاسيوم وحمض الفوليك وفيتامين سي وغيرها.
.

نصائح لمتبعي حمية الكيتو:

١- استشر الطبيب أو أخصائي التغذية لاجراء التحاليل اللازمة وتقييم ما اذا كانت هذه الحمية مناسبة لك، مع ضرورة المتابعة في مراقبة التحاليل بشكل منتظم، خاصة عند وجود مشاكل صحية.
٢-  يجب الاعتدال في تناول الأطعمة الغنية بالدهون  المشبعة خاصة اللحوم والزبدة، مع زيادة تناول مصادر صحية  للدهون غير المشبعة خاصة زيت الزيتون و زيت السمسم والأوفوكادو والأسماك والمكسرات والبذور. 
٣- شرب كميات كافية من الماء لتعويض الماء والسوائل المفقودة، خاصة أن هذه الحمية تفتقر للأطعمة الغنية بالسوائل خاصة الفاكهة.
٤-  الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف خاصة  الخضار والبذور والمكسرات.
٥- تناول المكملات الغذائية عند الضرورة بعد استشارة الطبيب.
 

ضع تعليقك هنا