الفيتامينات والمكملات الغذائية نعم أم لا ؟
تختلف البيئة التي نعيش فيها بشكل كبير عن البيئة التي عاش فيها أسلافنا، فاللحوم التي نشتريها قد تحتوي على السموم وبقايا الهرمونات والصادات الحيوية، أما التربة فقد خسرت الكثير من الأملاح المعدنية التي كانت تحتويها مما يؤثر بالتالي على محتوى الخضار والفواكه من الفيتامينات ومضادات الأكسدة والأملاح المعدنية والمغذيات الأخرى.
تعترف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بأن تركيز بعض الفيتامينات قد انخفض في الخضار والفواكه بمعدل يتراوح بين ٢٠-٨٠ بالمئة في السنوات الخمسين الأخيرة.
هذا النقص الكبير يعود سببه بشكل رئيسي الى فقر التربة الزراعية بالمعادن التي يحتاجها النبات بسبب استنزاف محتواها وكذلك التلوث والأمطار الحامضية.
لماذا قد نحتاج الى الفيتامينات والمكملات الغذائية ؟
كثيرون لا يجدون ضيرا بتناول الكثير من الأدوية حتى بدون سبب منطقي أو وصفة طبية، يتناولون الأغذية المصنعة مع كم هائل من الاضافات والملونات الغذائية وبقايا الأسمدة والهرمونات، يشكون من الوزن الزائد وقلة الحركة والضغط النفسي وقلة النوم، ثم يظنون أن غذائهم يحتوي على كل الفيتامينات ومضادات الأكسدة التي يحتاجونها بشكل كافي.
نشتري الأطعمة المصنعة التي تعج بها رفوف المتاجر وكذلك الفواكه والخضار المعالجة بطرق غير طبيعية وفي غير موسمها وفي كثير من الحالات مستوردة من بلاد بعيدة، نضجت على الطريق في حاويات بدلا من أن تنضج على الشجر وتتعرض لأشعة الشمس.. نأكل لحوم حيوانات تغذت على أغذية مصنعة وعولجت بالهرمونات والصادات الحيوية. هذا النمط الحياتي المتسارع وسوء التغذية قد يسبب نقصاً في بعض العناصر الغذائية الهامة.
أحيانا نحتاج خاصة مع التقدم في العمر لتناول بعض المكملات الغذائية كي نصلح ما أفسدته المدنية الحديثة والتوتر النفسي والانارة الصناعية والأجهزة الألكترونية والعمل المكتبي وذلك للوقاية من أمراض العصر كأمراض القلب وارتفاع الضغط وامراض المفاصل والاكتئاب وغيرها، كي لا نضطر لاحقا للاعتماد طويل الأمد على الأدوية مع ما تحمله من آثار جانبية.
هذا لا يعني أن نتناول كل ما نسمع عنه من فيتامينات ومكملات غذائية والتي يمكن أن يكون فرط تناولها مضرا كنقصها، ولكن أن نسعى للحصول عليها من مصادرها الطبيعية وتناول المكملات عند اللزوم وبعد استشارة أخصائي التغذية أو الطبيب.
ببساطة نحتاج الى العودة للطبيعة وكثرة الحركة والنوم الكافي وتناول الغذاء من مصادره الطبيعية وربما أحيانا الى بعض المكملات الغذائية.