كثرت الدراسات الجينية حول شيخوخة الخلايا والبحث عن أساليب لاطالة الحياة وتحسين الصحة وكلها تشير الى التأثير الإيجابي للرياضة والغذاء الصحي والبعد عن التوتر النفسي في تأخير شيخوخة الخلايا وتراجع وظائف الأعضاء مع التقدم في السن.
شيخوخة الخلايا تنتج عن ضعف القدرة على تجديد وإعادة بناء خلايا جديدة سليمة بدلا من الخلايا التالفة.
يتفاوت الناس بشكل واضح في سرعة عملية الشيخوخة وهنا لا بد من التمييز بين العمر الزمني وهو الرقم في شهادة الميلاد وبين العمر البيولوجي الذي يعكس حالة الأنسجة والخلايا في الجسم وأيضا حالة التيلوميرات. نعم التيلوميرات هي من تحدد عمرنا الحقيقي!
التيلومير ( Telomere): هو عبارة عن قلنسوة موجودة في نهاية الصبغي( الكروموسوم) في نواة الخلية لحماية المادة الوراثية( الـ DNA) الموجودة بداخله.
حاز اكتشاف التيلومير في عام 2009 على جائزة نوبل حيث ركزت الدراسة على الكيفية التي تحمي بها الكروموسومات نفسها أثناء تضاعفها في عملية الانقسام الخلوي وتم اكتشاف منطقة تقع على طرفي كل كروموسوم سميت بالتيلومير (Telomere) تعمل على حماية الكروموزوم.
ومع الوقت وتقدم العمر تبدأ هذه التيلوميرات بالقصر تدريجيا مع كل انقسام جديد للخلايا وعندما تغدو قصيرة جدا تفقد الخلية القدرة على الانقسام الطبيعي.
ومع تناقص طول التيلوميرات تصبح الكروموسومات غير مستقرة ويزداد احتمال حدوث أخطاء في عملية الانقسام الخلوي وتقل قدرة الخلايا على إنتاج خلايا جديدة سليمة وهذا ما يفسر ظهور علامات الشيخوخة على النعجة المستنسخة دولي، فالخلية الأولى لها كانت قد أُخذت من نعجة أخرى تكبرها سنًا وبالتالي تيلوميراتها أقصر فاكتسبت كروموسوماتها مع ما تحمله من تيلوميرات قصيرة، فكان العمر البيولوجي لخلاياها مساويًا لعمر النعجة الأم.
شيخوخة الخلايا هي ظاهرة طبيعيّة مع التقدم بالعمر و تكرّر انقسام الخلايا، إلا أن العديد من الدراسات تؤكد على تأثير السترس المزمن والتغذية غير الصحية و نقص مضادات الأكسدة و خاصة الغلوتاتيون على مدى سرعة ظهور أعراض الشيخوخة في أنواع مختلفة من الخلايا وذلك من خلال مقارنة أطوال التيلوميرات في الكروموزومات الوراثية لمختلف الأشخاص.
كشف باحثون في معهد البيولوجيا الجزيئية (IMB) عن أن جزيء الحمض النووي الريبي RNA المسمى تيرا يساعد على اعادة اصلاح التيلوميرات ويعمل الباحثون على ايجاد طريقة لتحريض اعادة اصلاح التيلوميرات القصيرة لعلاج حالات الشيخوخة المبكرة عند الأطفال المصابين بالمرض الوراثي ال Progeria.
يقول البروفيسور براين لوك الأستاذ في معهد البيولوجيا الجزيئية: أن تقصير التيلوميرات هو أيضا آلية دفاع للخلية ضد السرطان لأن الخلايا المتسرطنة يمكنها أن تنقسم فقط اذا امتلكت تيلوميرات ذات طول كافي للقيام بعملية الانقسام الخلوي ولذلك فان تقصير التيلومير هو سيف ذو حدين ويجب تنظيمه بعناية لتحقيق التوازن بين الشيخوخة والوقاية من السرطان.
والمستقبل كفيل بكشف المزيد عن أسرار التيلوميرات وطول العمر وكيف يمكن الاستفادة من هذه الأبحاث للوقاية من الشيخوخة المبكرة وعلاج السرطان وغيره من الأمراض.
www.doctormuna.com | designed by: Hammam Yousef :: Copyright © 2017 - 2020