د.منى كيال

أخصائيــة في التشــخيـص
المخبـري والمايكروبيولوجي

نحو صحة وشباب وحيوية لا تعرف عمراً

الأنتي إيجينغ واطالة الحياة

الأنتي إيجينغ واطالة الحياة 

سأفضي إليكم بسر لم يعد سراً! نحن اليوم نعيش أفضل الفترات التي عاشها الانسان على وجه هذه البسيطة من الناحية الصحية. فالطب أوجد حلولاً لعلاج الكثير من الأمراض التي كانت فيما مضى حكماً بالاعدام لملايين البشر. فاستعمال اللقاحات والصادات الحيوية غيرت مصير البشرية وقضت على أخطر الأمراض الانتانية الفتاكة والتي انقرض الكثير منها، اضافة الى الثورة الطبية في مجال الجراحة القلبية ومعالجة الأورام و زراعة الأعضاء وغيرها والتي أوجدت العلاج لأمراض كانت فيما مضى قاتلة.
تقدم الأبحاث الطبية الحديثة في مجال الجينات الوراثية وتجديد الخلايا باستخدام الخلايا الجذعية الكثير من الوعود في مجال القضاء على الأمراض و اطالة العمر. وبحسب دراسة قام بها فريق عمل برئاسة البروفيسور كير كريستنسن في مركز أبحاث الشيخوخة في جامعة ساوثرن دانمارك، فمن المتوقع أن نصف الأطفال المولودين بعد عام ٢٠٠٠ في البلدان المتقدمة سيصلون لعمر المئة.
ورغم أن الطب الحديث قد نجح في اطالة أمد الحياة عند البشر، الا أن ذلك ترافق مع زيادة نسبة حدوث الأمراض المرتبطة بالعمر والتي تسبب انخفاضاً في جودة الحياة عند الكثير من المعمرين نتيجة شيخوخة الخلايا، خاصة مع الارتفاع المضطرد لضغوطات الحياة والجلوس المديد والابتعاد عن الطبيعة.
تنتج شيخوخة الخلايا عن ضعف القدرة على تجديد وإعادة بناء خلايا جديدة سليمة بدلا من الخلايا التالفة. ولاشك أن اتباع سبل الوقاية من أمراض العمر المتقدم خاصة الغذاء الصحي وكثرة الحركة والابتعاد عن التوتر وعن التدخين يساعد على زيادة متوسط عمرالصحة Health Expectancy وليس فقط متوسط العمر المتوقع Life Expectancy.
يهدف علم إطالة العمر أو طب مكافحة الشيخوخة (الأنتي إيجينغ) الى تأخير عملية شيخوخة الخلايا لزيادة متوسط العمر والوقاية من أمراض الشيخوخة وتحسين جودة الحياة مع التقدم في السن.
و تبين الدراسات المختلفة أن الجينات الوراثية تلعب دوراً محدوداً في احداث الأمراض والشيخوخة المبكرة، حيث أن هذه الجينات الوراثية لا تعبر عن نفسها باحداث المرض الا في ظروف خاصة وعندما تجتمع مع العوامل الخارجية خاصة أخطاء التغذية والسترس وقلة الحركة.
..
فالصحة خيار شخصي ومسؤولية..
وتبقى الأعمار بيد الله.. 
و.. ”فوق كل ذي علم عليم“

ضع تعليقك هنا