د.منى كيال

أخصائيــة في التشــخيـص
المخبـري والمايكروبيولوجي

نحو صحة وشباب وحيوية لا تعرف عمراً

مقالات منشورة: القولون العصبي أحد الأمراض السيكوسوماتية.. كيف تعالجه؟

القولون العصبي .. كيف تعالجه؟ 

د.منى كيال- تلفزيون سوريا- 


يشكو كثير من الأشخاص من تشنجات بطنية مؤلمة مصحوبة بنفخة واضطراب في إفراغ الأمعاء على شكل إسهال أو إمساك، وفي بعض الحالات تناوب الإسهال مع الإمساك. ويمكن أن تصل حدة هذه الأعراض إلى درجة عدم القدرة على ممارسة الحياة اليومية الطبيعية و اللجوء للأطباء.

وعادة ما يتم تشخيص هذا المرض بعد إجراء فحوصات شاملة ونفي كل الأسباب العضوية الممكنة، حيث يتم تعريفه للمريض على أنه من الاضطرابات النفسية الجسمية (السيكوسوماتية). إنه مرض القولون العصبي والذي يعاني منه حوالي عشرين بالمئة من سكان البلدان الصناعية ويعد من أكثر أسباب زيارة أطباء الهضمية والداخلية.

ويعتقد أن سبب هذا المرض يعود إلى اضطراب في عملية النقل العصبي بين الأمعاء والدماغ مما يتسبب في اضطراب وظيفي في عمل وحركية الأمعاء، ومن أهم الأسباب المتهمة في إحداث هذه الأعراض:

١- الأسباب النفسية والاجتماعية: تشير الاحصائيات الى أن أكثر من نصف مرضى القولون العصبي يعانون من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب أو القلق أو التعرض المزمن للتوتر.

٢-الحساسية الغذائية وعدم تحمل بعض الأغذية خاصة حليب البقر ومشتقات القمح والمحليات الصناعية.

٣-خلل في توازن جراثيم الأمعاء الضروري لحسن سير عملية الهضم.

علاج القولون العصبي

تختلف مسببات ومحرضات هذا المرض من شخص إلى آخر، وبالتالي فإن العلاج ليس واحداً ولا يصلح للجميع. ومع ذلك توجد تدابير تساعد الى حد كبير في السيطرة على هذه الأعراض المزعجة، وتعتمد على المزج بين التغيير في النظام الغذائي وأسلوب الحياة وبين العلاج النفسي وتقنيات الاسترخاء، اضافة الى المعالجة الدوائية العرضية في بعض الحالات.

إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من أعراض القولون العصبي٬ نقدم إليك أهم النصائح للتعامل مع هذه الحالة الصعبة:

١- تعرف على الحساسية الغذائية أو عدم تحمل الأطعمة:

يشكو عدد كبير من المصابين بالقولون العصبي من أحد أنواع الحساسية الغذائية مثل الحساسية لمشتقات القمح وسكر الحليب والبيض والفول السوداني. ويمكن كشف الحساسية الغذائية بإجراء تحاليل مخبرية متخصصة أو بطريقة تجريبية بالامتناع عن تناول النوع الغذائي الذي يشك بوجود حساسية غذائية له لفترة عدة أسابيع ومراقبة تحسن الأعراض، حيث أن اتباع حمية خالية من مسببات التحسس كفيلة بتحسين الحالة الى حد كبير.

من ناحية أخرى هناك مجموعة من الأطعمة المسببة بشكل عام للنفخة وكثرة إنتاج الغازات عند كثير من الأشخاص مثل الملفوف والفاصولياء والبصل والتوابل يجب تجنبها إذا لاحظنا تسببها في سوء الأعراض. احتفظ بقائمة تسجل فيها لفترة الأطعمة التي تتناولها وحاول أن تكتشف أي من هذه الأطعمة يحرض على نشوء الأعراض.

٢- تغيير العادات الغذائية:

يلعب النمط الغذائي دوراً كبيراً في تطور أعراض المرض وفي التسبب بالهجمات أو بالعكس في الوقاية والعلاج:

–   تناول وجبات صغيرة ومتعددة في أوقات منتظمة و امضغ طعامك ببطء.

– ابتعد عن تناول الأطعمة التي تتسبب في ظهور أعراض النفخة وسوء الهضم كالحليب والكافيين والبصل والتوابل الحارة والأطعمة المقلية.

–   امتنع عن تناول المشروبات الغازية وعن مضغ العلكة التي تتسبب بابتلاع كمية كبير من الهواء وحدوث النفخة.

–   اشرب كميات كافية من الماء، وتناول الألياف بكمية معتدلة لتجنب الإمساك مع زيادة كميتها بالتدريج.

–    تناول المشروبات التي تخفف من الأعراض مثل شاي النعناع والزنجبيل والبابونج، والتي تساعد في تهدئة الأعصاب وتخفيف تشنجات الأمعاء.

٣- استعد لياقة أمعاءك بتغذيتها بالجراثيم المفيدة

ان اعادة توطين الجراثيم المفيدة في الأمعاء يساعد في التخلص من مشاكل القولون. في حال لم تكن تشكو من الحساسية لسكر اللاكتوز فإن اللبن الرائب مفيد جداً لعلاج القولون العصبي، وهو بعكس الحليب غني بالخمائر وسهل الهضم لغناه بالجراثيم اللبنية. اضافة الى فائدة تناول الأطعمة المخمرة كالمخللات والقريشة المعتقة والزيتون، ويفيد أيضاً تناول أقراص البروبيوتيك التي تحوي كمية كبيرة من جراثيم اللاكتوباسيل والبيفيدوباكتر وغيرها.

٤- ممارسة الاسترخاء والتمارين الرياضية

إن التعامل الناجح مع مسببات التوتر وتخفيف التوتر والنوم الجيد وممارسة الرياضة يساعد في تخفيف التشنجات وتنظيم عمل الأمعاء.

٥- العلاج الدوائي

قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات لوصف أقراص البروبيوتيك والألياف، إضافة لبعض الأدوية خاصة لعلاج الأعراض المزعجة كمضادات التشنج والألم وأحياناً مضادات القلق والاكتئاب.

ورغم أن التعامل مع القولون العصبي ليس بالأمر السهل كونه لا يوجد حبة سحرية أو دواء ناجع لعلاج هذه الحالة المزعجة، ولكنك يمكنك باتباع هذه النصائح والبدء بتحسين نمط الحياة والتغذية أن تبدأ باستعادة السيطرة على أعراض هذا المرض وتعيش حياة طبيعية بدون ألم.

 

ضع تعليقك هنا