د.منى كيال

أخصائيــة في التشــخيـص
المخبـري والمايكروبيولوجي

نحو صحة وشباب وحيوية لا تعرف عمراً

أحدث المقالات

تعرف على الهوموسيستئين

مشكلة المدنية الحديثة و وتيرة الحياة المتسارعة أن البشر بالتدريج تغيرت تركيبة غذائهم لدرجة لم تعد تفي بالاحتياجات الأساسية للجسم، مما يؤدي الى اضطرابات في وظائف الخلية وتراكم المواد السامة للخلايا كالهوموسيستئين ونقص انتاج مضادات الأكسدة في الجسم وبالتالي زيادة احتمال الإصابة بطيف واسع من الأمراض المزمنة.

الهوموسيستيئين

هو حمض أميني ينتج عن استقلاب حمض أميني أساسي هو الميتيونين و الذي نحصل عليه من بروتينات الغذاء، و الهوموسيستئين سرعان ما يتحول في الخلايا إلى سيستئين بوجود فيتامين ب٦ أو يعاد تدويره من جديد الى ميتونين بوجود الفولات وفيتامين ب ١٢. إن عدم حصولنا على الكمية الكافية من حمض الفوليك والفيتامين ب٦ و ب١٢ يؤدي الى تراكم الهوموسيستئين في الخلايا و ارتفاع تركيزه في الدم .

الهوموسيستئين المرتفع هو مؤشر حيوي هام لخلل على مستوى الخلايا ويؤدي إلى نتائج سلبية على مختلف أجهزة الجسم فهو عامل خطورة هام لحدوث أمراض القلب و الشرايين و الشيخوخة المبكرة، إضافة إلى تأثيره السام على الخلايا العصبية وله دور في حدوث خرف الشيخوخة (الزهايمر) والاكتئاب، إضافة إلى مشاكل الحمل والإجهاض وتشوهات الأجنة.

تحليل الهوموسيستيئين

هذا التحليل ليس موجه لتشخيص مرض بعينه، لكن ارتفاع الهوموسيتئين يخبرنا أن حالة خلايانا ليست على ما يرام، أي يفيد لمعرفة وجود و حجم الاضطراب في استقلاب الخلايا، كما يمكن ملاحظة كيف ينخفض معدله و ذلك بعد ٦-٨ أسابيع من اعطاء جرعات مناسبة من الفيتامينات الناقصة.

فيما مضى كانت تعتبر القيم العليا الطبيعية 12-15 ميكرومول بالليتر، و لكن بينت الأبحاث أن عوامل الخطورة تبدأ بالتزايد بدءا من تركيز 9 ميكرومول بالليتر.

العلاج والوقاية

يمكن تحسين مستوى الهوموسيستين في الدم باتباع نظام غذائي متوازن و الحصول على كمية كافية من حمض الفوليك و فيتامين ب٦ و ب١٢

ما هو الأنتي إيجنغ

هو الطب الذي يهتم بالحفاظ على الصحة و حيوية الشباب حتى عمر متقدم،  وليس طب التجميل بفروعه المختلفة إلا أحد فروع هذا الطب، ويهدف  الأنتي إيجينغ إلى الوقاية من الأمراض وإبطاء عملية الهرم والشيخوخة  و رفع جودة الحياة و تخفيف التوتر  والسترس وتحسين الصحة إلى أفضل حد ممكن،  ضمن حدود الاختلافات الشخصية والاستعدادات الوراثية.

الأنتي إيجنغ وطب التجميل

 أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الأنتي ايجينغ  هو عمليات التجميل والبوتوكس وغيرها من الوسائل التي تحاول محو معالم الشيخوخة الظاهرة عن السطح الخارجي للجسم.

طب التجميل  قدم ويقدم الكثير من الحلول لمرضى الحروق والتشوهات الخلقية  وبعد الحوادث وبعد عمليات استئصال الثدي وأيضا كعلاج لكثير من المشاكل النفسية المتعلقة بالشكل الخارجي.

ربما أصبح اللجوء إلى طب التجميل لإخفاء معالم العمر مبرراً في هذا العصر ولكن المبالغة والجري وراء التقليد والموضة  والخجل من العمر وضعف الثقة بالنفس خاصة في بلادنا العربية يدفعان المرأة إلى بذل الغالي والنفيس من أجل الظهور بمظهر أصغر وهي في أحيان كثيرة تشوه وجهها وتدفع بنفسها إلى حلقة مفرغة من عمليات التجميل والترميم تصل أحيانا إلى نتائج كارثية.

إنه ترميم من الخارج فقط بينما الجسد والروح يتآكلان من الداخل تماما كمومياء الفراعنة. الجمال الحقيقي هو جمال الروح و الصحة (والشكل الطبيعي) الذي ينعكس على معالم الوجه والجسد.

الخوف من الشيخوخة وأعراضها

هذا الخوف المرضي (و المشروع) من الشيخوخة  التي  نرى أولى معالمها في المرآة  هو موضوع أوسع حتما من مجرد صورة في مرآة نرى فيها انعكاسا لما يفعله الزمن بنا إلى خوف من المرض و العجز و الوحدة والفناء،  و هذا أمر يشترك فيه الرجال و النساء، بل ربما هو قلق أعمق عند الرجال من النساء اللاتي يلهين أنفسهن بإخفاء معالم العمر الظاهرة بينما كثير من  الرجال يصابون مبكرا  بارتفاع ضغط الدم  والسكري  والجلطات القلبية ومشاكل البروستات و غيرها.

كلنا بعد عمر معين نبدأ بالتراجع الفيزيولوجي لكن هذا التراجع في الظروف الطبيعية تراجع بطيء وتدريجي فالله قد خلق لنا هذا الجسد كي يخدمنا حتى آخر العمر حيث يضعف الجسد بشكل تدريجي وطبيعي حتى تنتهي مهمته على هذه الأرض و المرض ليس قدرا على الجميع و الوقاية خير من العلاج.

العلاج والوقاية

مكافحة التقدم السريع في العمر البيولوجي والفيزيولوجي يبدأ على مستوى أصغر وحدة في الجسم  على مستوى الخلية.

كيف نعيد هذه الخلية إلى حالتها الصحية و نمنع عنها الشيخوخة المبكرة ؟

شيخوخة الخلايا تنتج عن  ضعف القدرة على تجديد وإعادة بناء خلايا جديدة سليمة بدلا من الخلايا التالفة و تشير نتائج البحوث العلمية  حول شيخوخة الخلايا إلى التأثير الإيجابي للرياضة و الغذاء الصحي و الابتعاد عن التوتر النفسي في تأخير شيخوخة الخلايا و تراجع وظائف الأعضاء مع التقدم في السن.

يتفاوت الناس بشكل واضح في سرعة عملية الشيخوخة حيث يعكس العمر البيولوجي حالة الأنسجة والخلايا في الجسم و هو يختلف كثيرا أو قليلا عن العمر الزمني المدون في بطاقتنا الشخصية.

الهدف ببساطة أن نسعى للحفاظ على حيوية و روح الشباب وإضافة حياة إلى السنين  فالعمر ليس رقما و ليس من المحتم علينا أن نعيش منذ الأربعين في خريف طويل.

الفلورا المعوية وتأثيراتها

هل تعلم أين يقع جهاز المناعة في الجسم ؟

٧٠ بالمئة من جهازنا  المناعي يقع  في الأمعاء حيث تتواجد مليارات الجراثيم التي تشكل بمجموعها ما يسمى الفلورا المعوية أو الزمرة الجرثومية المعوية وتساهم في تشكيل  خط الدفاع الأول للجسم ضد الجراثيم والمواد الضارة.

الأمعاء والجراثيم النافعة

تتواجد في الأمعاء جراثيم نافعة تتعايش معنا في علاقة من المنفعة المتبادلة حيث نقدم لها الغذاء و تساهم هذه الجراثيم بدورها في مناعة الجسم  و وقايته من الأمراض فهي تنتج  مواد شبيهة بالصادات الحيوية التي تحمي من الإنتانات، إضافة إلى تنشيطها للمناعة الخلوية و إنتاج الغلوبولينات المناعية.

وللجراثيم المعوية أيضا دور في الاستقلاب و عملية الهضم و تصنيع بعض الفيتامينات الضرورية للجسم كالفيتامين ك  وفيتامين ب١٢.

إن أي خلل في هذا التوازن الجرثومي المعوي أو اضطراب الفلورا المعوية ينتج عنه أضرار كبيرة للجسم  كنقص المناعة والإصابة بالإنتانات الجرثومية الخطيرة اضافة الى دورها في  حدوث  التحسس الغذائي والأمراض النفسية والسكري والبدانة.

عوامل مضرة بالفلورا المعوية

استخدام الصادات الحيوية و خصوصا واسعة الطيف، مثبطات المناعة، الولادة القيصرية والإرضاع الصناعي ونمط التغذية الخاطئ.

خطوات نحو صحة وتوازن الفلورا المعوية

 :: - زيادة تناول الألياف الغذائية الموجودة في الخضار والفواكه وتناول الأطعمة الغنية بالجراثيم المفيدة كاللبن الرائب و الأطعمة المخمرة والاقلال من تناول السكر الأبيض الذي يساعد على زيادة نمو الجراثيم الضارة على حساب الجراثيم المفيدة.

 :: - عدم تناول الصادات الحيوية إلا عند الضرورة، حيث أن هذه الأدوية تقتل الجراثيم المفيدة و تسبب اضطراب التوازن الجرثومي المعوي وتؤهب لتكاثر الجراثيم الضارة المسببة لإنتانات الأمعاء، وينصح بتناول  أقراص البروبيوتيك الحاوية على الجراثيم المفيدة بعد العلاج بالصادات الحيوية لتعويض النقص في الجراثيم اللبنية والبيفيدوباكتر وغيرها.

 :: - تشجيع الإرضاع الوالدي لأن حليب الأم هو الغذاء الوحيد الذي يساعد على نمو  صحيح للجراثيم المعوية بعد الولادة.